moslim مدير المنتدى
عدد المساهمات : 373 نقاط : 6822 تاريخ التسجيل : 15/10/2009 العمر : 39
| موضوع: عندما يفرح الرب السبت نوفمبر 21, 2009 5:19 am | |
| عندما يفرح الرب ما أغلى توبتك على ربك فهي مفتاح الرضا والمحبة وسر القرب وأقصر الطرق إليه ايه اخبارك مع التوبة ؟ بتوب كل يوم ؟ ولا أكتر من مرة في اليوم ؟ ولا لما تفتكر وقل ما تفتكر ؟ يعتري قلوبنا دوما شيئا من الندم والحزن لما قصرنا وما فاتنا كلما ترددت كلمة التوبة أمامنا ... وتحمل الكلمة في طياتها كثيرا من المعاني تختلف باختلاف ذنوبنا وغفلتنا بل تختلف باختلاف علاقتنا بربنا وقوة إيماننا .. فالتوبة كلمة لها معنى مختلف باختلاف اشخاصنا
ولكن لماذا تتوب ؟ ! ** لأن الله أمرك وأمر كل مؤمن معك ( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ) فإذا كان المؤمن التائب يرجو الفلاح ولا يستيقنه فماذا يصنع العاصي المُصر على الذنوب ؟!
** لأن ميزانك سينصب أمام عينيك يوم القيامة فتوضع حسناتك في كفة وسيئاتك في كفة ولا سبيل لترجيح كفة الحسنات إلا التوبة النصوح التي تمحو السيئات فترجح الكفة الأخرى ويكون الفوز المبين
** لأن التائب حبيب الرحمن والتائب من الذنب كمن لا ذنب له والعاصي إذا ذكر ذنبه فوجل منه قلبه محي عنه في أم الكتاب وأنساه الله الحفظة
** لأن حقوق الله على العباد أعظم من أن يقوم بها أحد ونعمه أكثر من أن تحصى فتشكر لذا إذا أصبحت فتُب وإذا أمسيت فتُب
** لأن الله يحب التوابين ويحب الأوابين ويحب المستغفرين ويحب المتطهرين ويحب المخبتين
** لأن إبليس يغويك مادمت حيا ويضلك ما دامت أنفاسك تصعد وتهبط فرد الله عليه بأن فتح بابا التوبة ما دمت مستغفرا وإلى رحابه راجعا وعلى ذنبك باكيا
** تتوب حتى يفرح الرب وتسعد الملائكة وتغيظ الشيطان وتخزي الأعداء وتبيّض صحيفتك وترفع درجتك وتوسع قبرك وتعلي قدرك
** تتوب حتى تجلب الخير وتزيل الهم وتوسع الرزق وتُيسر الصعب وتحل البركات وتُذلل العقبات وتَهب النفس الطمأنينة والروح السكينة والقلب الحياة
** لأن ربك يقول ( ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ) فصار الناس أحد فريقين لا ثالث لهما تائب أو ظالم .. فأي الفريقين أنت ؟ !
نعم .. أخي ... كلها أسباب تدفعك للتوبة وحان الوقت لتعرف
** شروط التوبة 1- تركترك الذنب أول شروط التوبة المقبولة وما معنى من يستفغر الله من ذنب وهو يفعله ؟! فالمؤمن يقلع عن الذنب بتوبة ويرجع لله بدمعة وتتجافى نفسه عن فراش المعصية ويأنف قلبه حياة الغفلة ولكن هل معنى ذلك أن التائب يقلع عن الذنب فلا يعود إليه أبدا ؟!
اقرأ هذا الحديث الصحيح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – " ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا إن المؤمن خلق مفتونا توابا نسيا إذا ذُكّر تذكر "
تأمل .. نعم .. المؤمن يتسلل إليه الشيطان .. لكنها جولة وليست المعركة وضربة وليست القاضية .. فإذا جاءته الموعظة الصادقة والكلمة الهادية تذكر فأقلع وتاب فرجع وكأن ذنبا لم يقع وخطيئة لم ترتكب
تذكر .............
فلا يجاهر بالمعصية ولا يرد النصيحة ولا يرتكب الذنب ضاحكا حتى يدخل النار باكيا ففارق المعصية وأهل المعصية ومكان المعصية وكل ما يذكر بالمعصية فأدرك أن لحظة وقوعه في الذنب هان في نظر الله وسقط من عينه فوقع في الذنب ولو عزّ عنده وعلا لوقاه ونجّاه وأنقذه وهداه هل علمت الآن معنى قوله تعالى " إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون "
فالإيمان يتاسب طرديا مع دوام تذكر الذنب فكلما قوي الإيمان كان الذنب حاضرا وإذا ضعف مرت الذنوب والخطايا دون معاتبة النفس أو تأنيب الضمير
ومن العطايا أن يحرمك الله الرزق بالذنب تذنبه لتفتقر إليه فيورثك بفقرك اليه غنا وعزة في نفسك فما أكرمه وما ألطفه وما أحلمه ... حين سلبنا ليوقظنا .. وحرمنا ليعطينا ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير )
ولكن احذر مقدمات الذنوب فكل ما يؤدي لحرام فهو حرام فلا تذهب لمكان العورات إذا كنت لا تصبر عن النظر إلى الحرام .. ولا تسهر سهرا يضيع منك صلاة الفجر .. ولا تصاحب صحبة سيئة تقودك للحرام
واعلم أن أثقل شيء على العبد الذنوب وأخف شيء عليه التوبة .... فماله لا يدفع أثقل شيء بأخف شيء ؟!
2- الندم تندم
لأنك بِعت رفقة الملائكة برفقة الشياطين ومجاورة النبيين في الجنة بمجاورة الشياطين في النار ورحمة الله ورضوانه بسخط الله وعصيانه ولأنك بهذا الذنب بددت رأس مالك الذي هو وقتك وياليتك ما أنفقته فيما لا يفيد فحسب وإنما بذلته فيما فيه ضررك وأخذك وإهلاكك ( فكلا أخذنا بذنبه ) ولأن الله بشؤم هذا الذنب قد يقبضك عليه ومن مات على شيء بعث عليه ولأنك لا تضمن قبول توبتك .. وما يؤمّنك أن تكون أصبت كبيرة أغلق دونها باب التوبة ؟!
وللندم علامات نعم ... يظل الندم ينمو في قلب العبد إلى أن يغسل ذنبه بدمعه فتسقط الدموع من خشية الله لترتفع بالتائب إلى أعلى عليين واسمع هذه البشارة " عينان لا تمسهما النار أبدا .. عين بكت من خشية الله "
ويقول ابن عمر " لإن أدمع دمعة من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار " وقال الصديق رضي الله عنه " من استطاع أن يبكي فليبك .. ومن لم يستطع فليتباك "
3- العزم اعزم على أن لا ترجع إلى ذنب أبدا وكن رجلا في ذلك فإذا وعدت فأوف .. وإذا نويت فاصدق .. وإذا عزمت فتوكل على الله وأبشر أنك بمجرد هذا العزم تنهمر عليك البركات ويفيض عليك الخير .. ألم تسمع قول أبي حزم سلمة بن دينار وهو يقول " عند تصحيح الضمائر تغفر الكبائر .. وإذا عزم العبد على ترك الآثام أتته الفتوح "
فلا تكن ضعيف الهمة .. خائر العزم .. ليس لك قوة إلا على الذنب .. وليس لك عزم إلا على الخطيئة واعلم ............ أن الاستغفار شيء .. والتوبة شيء آخر
الاستغفار كلام والتوبة فعال .. الاستغفار يتقنه المؤمن والكافر أما التوبة فلا يجيدها إلا المؤمن ... الاستغفار إعلان الرجوع إلى الله .. أما التوبة فإصلاح ما بينك وبينه لذا قال تعالى " استغفروا ربكم ثم توبوا إليه " فكل تائب لا يتبع سيئته بحسنة ومعصيته بطاعة فتوبته مشكوك فيها !
وأهم علامات التوبة المقبولة أن يكون حالك بعد التوبة أفضل من قبلها واعلم أن " الحسنات يذهبن السيئات " ....... وأتبع السيئة الحسنة تمحها فأصلح فيما بقى ....... يغفر لك ما مضى
أتعرف التوبة النصوح ؟! ماهي ؟ قال عمر بن الخطاب " أن يتوب من الذنب ثم لا يعود إليه كما لا يعود اللبن إلى الضرع " يا لحزم أمير المؤمنين !!! وقال الحسن البصري " هي أن يكون العبد نادما على ما مضى مجمعا على أن لا يعود فيه "
ولكن احذر بعد توبتك أن ................ قال يحيي بن معاذ " زلة واحدة بعد التوبة أقبح من سبعين قبلها "
** إغلاق باب التوبة لا يغلق باب التوبة إلا عند 1- طلوع الشمس من مغربها لقول النبي – صلى الله عليه وسلم – " إن للتوبة بابا عرض ما بين مصراعيه ما بين المشرق والمغرب لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها " حينها " لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا "
2- الغرغرة ومعاينة الملائكة لقول النبي – صلى الله عليه وسلم – إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر "
أخي ........... اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا لأنك لا تعلم موعد موتك ولم تتخذ عند الرحمن عهدا أن لا يقبضك حتى تتوب واحذر التسويف وتزيين الشيطان ومد الأمل " الشيطان سول لهم وأملى لهم " واحذر تقديم الذنب وتأخير التوبة " بل يريد الإنسان ليفجر أمامه "
إن المسوف مثله كمثل رجل أراد اقتلاع شجرة وفي الموعد قال : أؤخرها يوما ثم جاء في اليوم التالي وقال أؤخرها يوما آخر ولا يدري المسكين أنه كلما أخرها كلما إزداد رسوخها وصعب إقتلاعها
وجالس التوابين فهي وصية الفاروق " جالسوا التوابين فإنهم أرق أفئدة " وشاهد نعم الله عليك ومدى تقصيرك واحفظ سيد الاستغفار " اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " وردده
واعرف سعة عفو ربك فلقد سبقت رحمته غضبه وسبق عفوه عقابه وقال عن نفسه " ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم " واعلم أن أعظم الذنوب عنده استقلال عفوه واستبعاد رحمته
فلتجدد توبتك قبل نومك كل ليلة فلعلها آخر نومة تسيقظ بعدها على يوم القيامة ولتعد الحقوق المغتصبة إلى أهلها ولتلزم الاستغفار مائة مرة يوميا أو زِد ولتفارق رفقة السوء " فلينظر أحدكم من يخالل " ولتتذكر سيد الاستغفار صباح مساء ولتُنمّ إرادتك ولتبنِ روحك واستعن بالله ولا تعجز
من علامات التائب الصادق : رقة القلب .... وغزارة الدمع .... وطلب النصيحة .... والإقبال على مجالس الذكر .... واستقلال نعم الدنيا .... والتفكر في أمر الآخرة .... والآخرة خير وأبقي
| |
|