عالم الحكايات

بدي أحكي قصة يا اخوان .. الله واحد ما له ثان
القصة قصة إنسانة .. عاشت في قديم الزمان
أولها كان يا مكان .. كان لها أربع صبيان
محمد وأحمد وغسان.. وأصغرهم اسمه عدنان
لما كبروا هالصبيان.. وشاهدوا غدر اللئام
سألوا أمهم يا يما .. ليش ما إلنا بستان
وينه أبونا يا يما.. قلتي لنا انه رجعان
وليش بنسكن بالخيمة .. من دون كل الجيران

قالت أمهم يا ولادي .. كان لنا أجمل بستان
حرثه أبوكم بذراعه .. زرعه العنب والرمان
كله فَيّ وكله مَيّ .. كله خضرا واطمئنان
وبجنبه النا بيارة .. فيها الحامض والحليان
وبالبيارة بئر كبير.. حفره أبوكم للعطشان
وقباله شارع طويل .. بينزل دغري على بيسان
على طرفه كله أزهار .. ورد وفل واقحوان
وبغربه كان لنا بيت.. وعقابله ساحة وميدان
وفي الساحة مربط للخيل.. لأبوكم شيخ الفرسان
فيه القهوة وفيه الهيل.. فيه حدِّثْ يا مكان
كنا نقضي فيه الليل.. والقمر فوقنا سهران
نتسامر ونقول يا ليل .. والدنيا كلها أمان

كنتوا انتوا أولاد صغار.. تنزلوا عن البستان
تقطعوا من الأثمار .. وتلعبوا مع الأغصان
ومر الزمن يا أحبابي.. كبر العنب والرمان
لكن الظالم يا ولادي.. غادِر ما إله أمان

هجموا علينا الأعادي.. ونزلوامن البدر النسوان
سقط أبوكم يا ولادي.. وهو يدافع عن البستان
واللي استشهد استشهد .. وتصاوبوا كل السكان

اليوم كبرتوا يا ولادي.. صرتوا من رجال الشجعان
فلسطين بتستنى .. بتستنى كل الفرسان
فلسطين بتستنى .. بتستنى كل الفرسان
وبتنادي هِي يا ولادي.. حرِّروني من العدوان

تطوَّع أحمد وغسان.. لحقه محمد وعدنان
ونزلوا على فلسطين.. حملوا المدفع والقرآن
عند حدود البيارة.. والقمر يرسل لمعان
واستشهدوا في الغارة.. قبل ما يشوفوا البستان
وعلى باب الخيمة وقفت.. أم أحمد أم الشجعان
وقالت ياربي حمدك .. ما غيرك إني حمدان
رايح أبكي طول الليل .. لكن ياربي فرحان