جميعنا يخطئ مع علمه بالخطاء الفادح الذي اقترفه ومع ذلك يستمر في طغيانه لجميع من حوله .. يسيء لهذا وذاك .. يفسد مابين هذا وذاك .. بل يزعزع فكر هذا ويغضب ذاك .. وهو لاحول له ولاقوه ..
بل كما يقال كأن الأمر لا يعنيه..
يرتكب الأخطاء والمضللات وكل الصفات المشينة والتي تُقيحه في نظر الغير ومع ذلك ((لاحياه لمن تنادي ))
قد يقال ما هو الخطاء الذي ارتكبه ؟؟
فسأقول لكم بل ماهو وقع المصيبة التي نتجت من خطأه على غيره.. على من حوله .. بل عليه هو نفسه ..
قد تقولون ألهذا الحد خطأه فادح ومنكر ؟؟
فسأقول لكم لا يعنيني فداحة ومنكر خطأه .. بل ما يعنيني هو كيف تجرأ على ارتكاب هذا الخطأ ؟ ..لأنه لم يظلمني وحدي لو كان ظلمه موجها لي .. بل ظلم أبرياء معي ..
(( أبرياء ))
كلمه تحمل أكثر من معنى .. أبرياء في الأخلاق .. أبرياء في حسن النية ولنا في حسن نيتهم وقفات..
يقدمون لنا المعروف فلا نعرف كيف نجازيهم على مابذلوا لنا سواء بذلهم لنا مع علمنا أو غائبا عنا .. من عظم حسن نواياهم يجعلون أنفسهم في الصورة مداراة لنا.. تحملوا البالغ والنفيس لأجلنا .. شقوا و تعبوا لأجلنا ومع ذلك كان ذلك غائبا عنا.. ليسوا أبرياء فقط في نواياهم بل أيضا في تعاملهم مع الغير, في كلماتهم , في حركاتهم , في سكناتهم , كانوا وكانوا و كانوا ..
حتى أتى ذلك السفيه بارتكابه لخطأه ودمر كل حواجز السكون ......... وخرق موازين الصمت ......وشتت الأفكار ....... وجعل العقول في سبات عن التفكير ...... والأنفس في ذهول من فعلته
((لم))
لم يا ترى فعل هذا ؟؟ لم حطم كل صرح شامخ ؟؟ بل لم ارتكب فعلته وجعلنا في رموز غامضة نفسر الأقوال على غير ماهي عليه ؟؟ وجعلنا نظلم الأبرياء بل ونعض اليد التي أحسنت إلينا ..
ومع ذلك كما قلت سابقا لم يحرك ساكنا ..
أخي القارئ:
تخيل نفسك أنك ذلك الشخص السفيه الذي ارتكب خطأه ولم يعتر ف بخطأ ه.. تخيل انك ذلك السفيه الذي بخطأ ه أفسد العلاقات مع الآخرين.. بل تخيل انك ذلك السفيه الذي بخطأ ه جعل الصغير يرفع كلمته على من هو اكبر منه.. بل تخيل أن ذلك السفيه جعلك تجرح الغير من غير قصد منك وحزّ ذلك في أنفسهم..
هل تخيلت الموقف ((إذا)) عبّر عن خطأك واعترف به واخبرنا كيف سيكون اعتذارك لمن أخطأت في حقهم ولو بكلمة واحده .. ولا تقل آسفا..
لأن الأسف لا يمحو ما سببته لدى الغير بل لن يفي الغير حقه.
اعتذر عن الإطالة .. بل اعتذر عن كلمة (( سفيه )) لأنكم أعلى من هذه الكلمة لكن دعونا نتخيل ونرى النتيجة...