هل تحسست قلبك ؟؟!!

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله محمد بن عبد الله وعلي اله وصحبه وسلم
أيها الكرام يعيش الإنسان في هذه الدنيا ويلوث أحيانا بما بها من آفات تجعله ينحرف عن الطريق التي أوجده الله علي هذه الأرض من أجلها
ولذلك العارفين بالله دوما يتحسسون قلوبهم وإصلاحها لأنهم يعلمون علم اليقين أن أعمال القلوب هي أصل الأشياء كلها .
ومع أول مشاركة لي في موقعكم الموقر_ الذي أتمني منكم أن تحتضنوني فيه من أجل الإفادة والاستفادة _ أحببت أن أستهل مشاركاتي عن صلاح القلب , هذه المهمة العسيرة إلا علي من يسرها الله عليه , وأجمل من تكلم عن ذلك هو الإمام ابن الجوزي رحمه الله حيث قال :

" من رام صلاح القلب رام الممتنع
تأملت أمر الدنيا و الآخرة , فوجدت حوادث الدنيا حسية طبعية،
و حوادث الآخرة إيمانية يقينية .
و الحسيات أقوى جذباً لمن لم يقو علمه و يقينه .
و الحوادث إنما تبقى بكثرة أسبابها ، فمخالطة الناس ، و رؤية المستحسنات و التعرض بالملذوذات ، يقوي حوادث الحس .
و العزلة ، و الفكر ، و النظر في العلم يقوي حوادث الآخرة .
و يبين هذا بأن الإنسان إذا خرج في الأسواق ، و يبصر زينة الدنيا ثم دخل إلى المقابر ، ففكر ورق قلبه ، فإنه يحس بين الحالتين فرقاً بيناً .
و سبب ذلك ، التعرض بأسباب الحوادث .
فعليك بالعزلة و الذكر و النظر في العلم ، فإن العزلة حمية ، و الفكر و العلم أدوية . و الدواء مع التخليط لا ينفع .
و قد تمكنت منك أخلاط المخالطة للخلق ، و التخليط في الأفعال فليس لك دواء إلا ما وصفت لك .
فأما إذا خالطت الخلق و تعرضت للشهوات ، ثم رمت صلاح القلب رمت الممتنع" .
لذلك أيها الكرام كان لزاما علينا أن نتحسس قلوبنا دوما هل بقيت بسلامتها التي أرادها الله لنا أم عكرت بآفات الدنيا , وليس المتحدث بأطهركم قلبا لكنه يحاول بأن يروض نفسه للحاق بقوافل المخبتين