بسم الله الرحمن الرحيــــم
لأنهـا القدس .. ولأنه الأقصى ...
يسعدني أن أضع بين أيديكم هذه القصــة .. التي تجسد الوآآقع المرير الذي يعيشه أهل القدس
والأقصى ــآآ ...
علهــا تنــال اعجابــكم ...
قصــة
على وشك الانهيـــآآر ..
بعد خمسة عشر سنة من الاعتقال خرج إلى الدنيا ليتنفس الصعــدآآء
ظنَّ انَّه ودَّعَ العذابْ و أنْ قدْ حانَ الآن ليجني الثمار، هرول بسرعة في طريقه إلى بيته
شوقٌ يطير , ولهيب طول الوقت يحرقه , والضحكات يوزعها على طولِ الطريق .
نام على الأرض ليحتضن التراب ثم شمَّ رائحتها إنها ما زالت كما هي لم تتغير رغم نجاسة اقدام الغاصبين....
مر بشجرِ الزيتون قطف بضعا منها وملأ كل فمه به مرة واحده لدرجة انه لم يستطع بلعها إلا بصعوبة فابتسم لها ومسح بيده عليها وقبلها قبلة َ العاشقين .
ورصاصة طائشة محفورة بين أضلعها كانت ستصيبه يوما ما فحمته شجرة الزيتون وأصيبت هي ...
شق طريقه كطائرةٍ حربيةٍ تخترق السَّحاب ، أحسَّ أن كل شيء متغير.. عــدا رآآئحــة الزيــتون والليمون
الطريق معالمه مشوهة لم يعدْ الطريق الذي يعرفه
هنا كانت مدرسته !!!
يا إلهي أين ذهبت مدرستي ؟هل قدمي أخطأت الطريق؟
هذا هو المسجد الذى بجوار مدرستى اعرفه كظلي ؟
إذن فأنا لم أخطيء الطريق !
وضع يده على باب المسجد ليدخل ، لكـن فجأة فتح الباب وخرج منه مجموعـة من اليهود المتدينين
استغرب ماذا يفعلون بداخل المسجد ,صوَّب بصره للائحة مكتوب عليهاا
كنيست!
صدمته الكلمة وكاد أن يسقط على الارض، شعر وكـأن غصة في حلقه, وضاقت أنفاسه
اصطدم به يهودي خارج من المسجد وسقط على الارض وتبعه اليهود الاخرون يدوسونه بأقدامهم ,
أنقذ نفسه بالكاد من بين اقدامهم , حمل الآآهات ومضى..
تذكر وقتهـا أنه ما زال فلسطينيا
كانت نقطة تفتيش هناك , كنا نلعب في هذه البقعة ونبنى من الطين مجسم الأقصى بعد هطول المطر..
فيشتعل صدر اليهودي من الغضب، فيهدمه بضربة واحدة..
كل خطوة كان يسيرهـا يشم رائحة الارض ،كل هذه المدينة تحولت لحلم خيالي تدور أحداثه على خشبة المسرح بأحداث مثيره للسخرية.
اقترب من بيته ,ما هذا؟
لا أصدق! مستوطنه كبيرة !
بيتي؟ أهلي؟إلى أين أسير؟
طار عقله وقفز قلبه من الصدمة
انطلق بضعة خطوات,فأوقفه الجنود ماذا تريد؟
هذا بيتي ..
.انطلقت الضحكات ,
مَنْ ؟ بيتك؟! هذه المستوطنة بيتك!
هيا اثبت لنا أنها بيتك....
لا فائدة
عرف انه فلسطيني مرة أخرى....
عندها قرر أن يودعَ مدينة القدس ويرحل إلى جنةِ الخلد فذهب ليودع
المسجد الأقصى قبل رحيله..
وبعد عنـآآء طويــل تمكن من الدخول
فمست أقدامه ارض المسجد الأقصى وسرت قشعريرة بجسده
كبَّر وركع وسجد فأحس بحنانِ الأرض يغمره بالأمان.
وفجأة هوى جزء من السقف وهو يصلى وسقط على إثره عصفور كان قد اتخذ من ذلك المكان عشا لـه
ولكن العصفـور كان ينــزف وسقط علم فلسطين الذي كان مثبتا في ذلك الجزء المنهـار ومعه عش العصفور أيضا سقط وتبعثر .
حملت يداه العصفور ولف جناحه النازف بعلم فلسطين
ثم نظر إليه وقال هكذا حالي يشبه حالك مكسور الجناح بلا عش
وخرج من المسجد.
رأى الجرافات وهى تحفر بجانب المسجد سقطت دمعه من عينيه وحمل حفنة تراب في يده وقبَّلها ثم ودَّعها الوداع الأخير.
صرخ بأعلى صوته لا وألف لا لهدم الأقصى وتهويد القدس..
..القدس لنا... القدس لنا ...
فانطلقت رصاصة قاتلـة إلى قلبه فعجنت الجرافات دماءه بالتراب ونام
بجانب العصفور.
.....
والسلام عليكم ورحمــة الله وبركاته ...