تراجع المغرب بـ 4 درجات في التقرير الدولي حول التنمية البشرية لسنة 2009 على الصعيد العالمي؛ ليستقر في الرتبة 130 من بين 182 دولة، بعدما كان يحتل المرتبة 126 في تقرير سنتي 2008/2007 ، و جاء في الرتبة 12 عربيا من بين 14 دولة . و صنف التقرير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للتنمية المعنون بـ'' رفع الحواجز.. حركية و تنمية بشرية'' المغرب في آخر ترتيب دول المغرب العربي .
بينما احتلت الكويت الرتبة الأولى عربيا بالرتبة 31 متبوعة بقطر و الإمارات العربية المتحدة ، و هي ضمن تصنيف الدول التي لها تنمية بشرية عالية جدا ، ثم البحرين و عمان و العربية السعودية و لبنان، و هي ضمن تصنيف التنمية البشرية العالية، في حين جاءت كل من الأردن و تونس و الجزائر و مصر و المغرب و اليمن و السودان في مصاف الدول التي لها تنمية بشرية متوسطة .
و تصدرت النرويج قائمة الدول على الصعيد العالمي ، متبوعة بأستراليا و إيسلاندا و كندا و هولندا و إرلندا و هولندا و السويد و فرنسا و سويسرا و اليابان .
و قال لحسن حداد عضو المرصد الوطني للتنمية البشرية إن أولى أسباب هذا التراجع تتمثل في أن الدول الأخرى تتقدم بوتيرة أسرع من المغرب في الميادين المهمة؛ خصوصا التربية و الصحة، و لم يتقدم المغرب فيهما .
و أشار حداد في تصريح لـ''التجديد'' أنه على الرغم من المخطط الاستعجالي للتعليم فإن الواقع بقي كما هو ، و الاستراتيجية المعتمدة في القطاع الصحي بقيت حبرا على ورق .
و أبان المصدر ذاته أن المغرب يتوفر على جملة من المخططات المهمة، إلا أن الإشكال المطروح يتمثل في نجاعة العمل الحكومي ، و ترجمة الخطاب إلى واقع ، معتبرا أن هناك مخططات كبيرة و لكن الواقع ازداد تدهورا .
و أوضح حداد أنه على الرغم من أن المغرب حقق تقدما في محاربة الفقر إلا أن تدني مستوى التعليم و محاربة الأمية ستؤثر على ترتيب المغرب ، على اعتبار أن المغرب لم يحقق نتائج كبيرة على مستوى محو الأمية .
و اعتبر حداد أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لم تعط أكلها، فرغم أنها أسهمت بطريقة معينة في تعبئة الفاعلين، إلا أنها لم تنجح في إحداث أنشطة مدرة للدخل .
و قال إنه غير متفق مع من يدعو إلى إعادة النظر في مؤشرات التنمية البشرية على اعتبار أنها تهم جميع الدول ، و حتى إذا غيرنا بعضها فإن المغرب سيتراجع .
من جهته أكد مصدر مسؤول من المندوبية السامية للتخطيط أن تراجع المغرب هو راجع بالأساس إلى إضافة مجموعة من الدول الأخرى إلى اللائحة العامة للتقرير، و أن التقرير الأخير لسنتي 2007 و 2008 أبان أن المغرب حقق سادس رتبة فيما يخص تطور التنمية البشرية من بداية التسعينات إلى2006 .
و اعترف المصدر ذاته أن المغرب ورث تأخرا على مستوى التنمية البشرية منذ الاستعمار.