إن البعد عن مجالس العلم ولقاء الصالحات، والبعد عن الزيارات والأعمال الدعوية، إن هذا البعد يقسي القلب... فاقتربي!
قال الحسن: (إخواننا أغلى عندنا من أهلنا، فأهلونا يذكروننا الدنيا، وإخواننا يذكروننا الآخرة).
فاحرصي على حضور مجلس أو مجلسين للعلم في الأسبوع الواحد، ففي أثناء الجلوس في مجلس العلم تحفك الملائكة، تغشاك السكينة، تتنزل عليك الرحمة، ويذكرك الله فيمن عنده.. والله هذا شيء آخر!!
لذلك تجدين أكثر المتفلتات من الدين هن اللائي فرطن في مجالس العلم..
واظِبي على مجلس علم، مقرأة قرآن، احرصي عليها، استمري لتأخذي من ذلك شحنة إيمانية جديدة كل لقاء، فإذا كان هناك خلل ينصلح أو صدع يلتئم، إن شاء الله.
إن القضية هي أنك حين تحضرين هذه المجالس يزيد إيمانك.
كنا نلتزم مع المشايخ في بداية الالتزام، فغاب أحد إخواننا فسأل عنه الشيخ فقالوا: "عكف على كتاب كذا يقرؤه فلم يأتِ". قال: "أخبروه أن لقاءك بإخوانك يزيد الإيمان في قلبك أكثر من مطالعة الكتب".
نعم، حضور المجالس الإيمانية لالتماس بركتها، فلعل أحد الحاضرين يكون مستجاب الدعوة، فإذا أمن على دعاء المحاضر يستجاب الدعاء فيرحم الله الحاضرين أجمعين، فيفوز الحضور فوزاً عظيمًا، وقد جاء في الحديث "هُمُ القَوْمُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهم" [متفق عليه، (6408) كتاب الدعوات، باب فضل ذكر الله عز وجل، ومسلم (2689) كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل مجالس الذكر. واللفظ له]
ولذا قال الصحابي لأخيه: "هيا بنا نؤمن ساعة".
ثم ماذا تفعلين حين لا تحضرين، وبالصالحات لا تلتقين؟
مشاغل دنيوية، وهموم تافهة، ونزغات شياطين، والمسجد بيت كل تقي، وإليه مفزع المؤمنين.
فارجعي إلى الصالحات، والتزميهن في حلقات الذكر.
وَآوي إلى الله يؤوكِ، ولا تُعرضي فيعرضُ عنك.
اللهم خذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك
اللهم قربنا منك، وممن يرضيك القرب منه
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين