أين الله ؟؟
من عرف ربه استحى منه .. واجتنب الإساءة .. وقدّم الإحسان
ربنا سبحانه وتعالى ياااه فكرت في عظيم علمه ومدى احاطته بنا ؟ عمرك كنت لوحدك وقدامك معصية واستحييت من الله فتركتها ؟
أخي .. أما آن لك أن تستحي من
** نفسك
استح من سمعك وبصرك وجلدك الذين جعلهم الله وكأنهم جواسيس عليك تراك حيثما كنت وتنقل أخبارك يوم الشهادة أمام الله .. قال سبحانه وتعالى " حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون " وقال أيضا " اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون "
نعم .. انه ما واجه الله تعالى به أهل النار " وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولاأبصاركم ولاجلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون "
أخي .. العمر ينقص والذنوب تزيد ---------- وتقال عثرات الفتى فيعود
هل يستطيع جحود ذنب واحد ------- رجل جوارحه عليه شهود ؟!
** الخلق
إن الخلق – كل الخلق – يسبح الله ولا يفتر عن ذكره " وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم " واسمع حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – " أطّت السماء ويحق لها أن تئط والذي نفس محمد بيده ما فيها موضع شبر إلا وفيه جبهة ملك ساجد يسبح الله "
ومما يحزننا قول الرسول أيضا " ليس شيء إلا وهو أطوع لله تعالى من ابن آدم "
نعم .. إن دابتك التي تركبها وثوبك الذي تلبسه .. أكثر ذكرا لله منك !!
** الملائكة
استح من الملَكين الحفظة اللذين يرصدان الكبيرة والصغيرة .. ويريان منك العصيان وهما لايعرفان معنى العصيان .. شاهدان لك أو عليك يوم يؤديان الشهادة ويسلمان الأمانة .. يوم يقول المجرمون " يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها " نعم .. يوم تجد ما عملت حاضرا ... ولا يظلم ربك أحدا
** الرجل الصالح من قومك
أخي اصدقني القول .. ماذا تفعل لو أن رجلا صالحا من أقاربك نزل دارك وطلب منك أن تصلي معه .. ما حالك إذا كنت لا تصلي ؟ أو طلب منك أن تقرأ معه القرآن وإذا مصحفك يعلوه التراب ... أو طلب منك أن تصلي معه في أقرب مسجد وإذا أنت طريح الوسادة لا تصلي إلا في البيت .. ما حالك ؟! وما رد فعلك ؟!
لا شك أنك ستصلي وتقرأ وتذهب للمسجد حياءً منه .. فأين هذه المشاعر مع الله ؟!
أخي .. لا تكن منافقا ... وراقب الله ولا تراقب الناس
** الحياء الأكبر من الله
أخي .. استح من الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين .. إنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .. وهو معك أينما كنت ... يا من يتمادى في غفلته وذنبه ألم تعلم بأن الله يرى ؟! .. إنه عليك رقيب .. وهو قائم على كل نفس بما كسبت
قال حميد الطويل لسليمان بن علي " لئن كنت إذا عصيت الله خاليا ظننت أنه يراك لقد اجترأت على أمر عظيم .. ولئن كنت تظن أنه لا يراك فقد كفرت "
نماذج من الحياء
** قال عبد الله بن عمر لراعي الغنم: بعني شاة فقال : إني مملوك فقال له : قل لسيدك أكلها الذئب فقال له : فأين الله ؟! فبكى ابن عمر وغدا إلى مولاه فأعتقه واشترى له الغنم ... عف عن غنمة واحدة .. فملكه الله الغنم كله
** كان المبارك – والد الإمام الحجة عبد الله بن المبارك – عبدا من الرقيق أعتقه سيده ثم عمل أجيرا عند صاحب بستان وفي يوم خرج صاحب البستان مع أصحاب له إلى البستان وقال للمبارك : ائتنا برمان حلو .. فقطف رمانات فإذا هي حامضة فقال صاحب البستان : أنت أما تعرف الحلو من الحامض ؟! قال : أنت لم تأذن لي أن أعرف الحلو من الحامض فظن أنه يخدعه فسأل الجيران فقالوا : ما أكل رمانة واحدة منذ عمل هنا فقال له صاحب البستان يا مبارك ليس عندي إلا ابنة واحدة فلمن أزوجها ؟ قال المبارك : اليهود يزوجون للمال .. والنصارى للجمال .. والعرب للحسب .. والمسلون يزوجون للتقوى فقال له : وهل يوجد أتقى منك ؟! ثم زوجه ابنته فأنجب منها الإمام عبد الله بن المبارك
كيف تتعلم الحياء وتحسن المراقبة ؟
قال سهل بن عبد الله التستري : كنت وأنا ابن ثلاث سنين اقوم بالليل فأنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار فقال لي يوما : ألا تذكر الذي خلقك ؟! فقلت كيف أذكره ؟! فقال "قل بقلبك عند تقلبك بثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرك لسانك : الله معي ... الله ناظري ... الله شاهدي "
أخي ...
إذا غاب العقل .. وغلبت الشهوة .. ودنا الذنب .. وسكر القلب ... تذكر : الله معي .. الله ناظري .. الله شاهدي
إذا غاب الرقيب .. وفقد الشهيد .. ونامت العيون .. تذكر : الله معي .. الله ناظري .. الله شاهدي
استحضر نعم الله عليك
كم مرة مرضت فشفاك .. ونزلت بك نازلة فنجاك .. وأطعمك وسقاك .. وابتلاك بالمصائب ليغفر لك الذنوب والخطايا
أنعم عليك بالاسلام وملايين البشر في بحار الكفر غارقون .. وأفاض عليك نعم السمع والبصر والفؤاد و كثير محرومون .. تبارزه بالمعاصي ويحبك .. وتعصيه ويغفر لك .. وتهتك ستر الله ويوالي أستاره عليك .. تسيء فيحسن .. وتذنب فينعم .. وتقطعه فيصلك ..
لا يمنعه اساءة اللسان بالكذب أن يحرمك نعمة الكلام .. ولا اساءة بالنظر للحرام أن يحرمك نعمة الإبصار .. ولا اساءة بالسمع ... ولا اساءة ب ... ولا ....
كم هو حليم .. بنا رؤوف رحيم .. لقد اعتدنا النعم حتى نسينا شكرها .. ولا يعرف ثمن النعمة إلا من فقدها
استحضر نعم الله عليك واشكرها فإنك لا تدري هل تبتلى في احداهن .. وإن ابتليت أتصبر أم تجزع .. فبادر بالشكر واسأل الله أن يحفظ عليك نعمه
أخي .. إنك تتنفس في كل يوم وليلة أربعة وعشرين ألف نفس .. فلله عليك اربع وعشرون ألف نعمة وله حق الشكر عليها بأنك تتنفس !!
ومما يدفعك للحياء أن تعرف قدرك في ملك الله قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – " ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة في فلاة " نعم .. وبين السماء والتي تليها خمسمائة عام .. وبين الكرسي والماء خمسمائة عام .. والعرش فوق الماء .. والله فوق العرش .. لا يخفى عليه شيء من أعمالكم
وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة
هل علمت قدرك ؟! أنت جزء صغير جدا من دنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة .. فلم التكبر ؟! ولم العصيان ؟! ولم الطغيان ؟!
أخي .. خف من أن يحبط عملك .. وخف على حسناتك .. واحرص على طاعاتك .. ولا تضيع جهدك سدى .. واحرص على رضا الله لا رضا الخلق
ثلاثة من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله .. من أصحاب عبادات السر
" ورجل دعنه امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه "
فعبادة السر أقرب إلى الإخلاص .. وأبعد عن الرياء .. ولذا قال حذيفة بن قتادة :" إن أطعت الله في السر أصلح قلبك شئت أم أبيت "
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – " صلاة الرجل تطوعا حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمسا وعشرين " لذا أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة فنافلة البيت في سنة تعدل 25 سنة من نافلة المسجد
أخي
.. عملك عملك .. صلاتك صلاتك .. صلاحك صلاحك
أو ألهاك الرزق عن الرزّاق .. وشغلتك النعم عن المُنعم .. وأخذك الخلق عن الخالق
إياك وذنوب الخلوات فإنها تحبط أجر عبادة العلن
و استح من الله كما تستحي من الرجل الصالح من قومك
و ليكن لك حظ من عبادة السر لا يعلمه إلا الله
و أدِّ صلاة النافلة في بيتك فهي أعظم أجرا
و صدقة السر أزيد في البر وأحب للرب وطريق للظل مع السبعة
و البكاء خاليا عبادة .. حاول أن تصل إليها ولا تيأس من روح الله
و قم بالليل وصل حتى تنال جائزة
" فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون "